صلاح الساير: المشاركة .. لماذا

ان جازت المكابرة والعناد في العلاقات الشخصية بين الافراد فإنها غير مقبولة في علاقة المواطن مع وطنه، فللأوطان في اعناق المواطنين الاحرار دين دائم ومستحق، واذا كانت المسؤوليات الوطنية واجبة على الافراد فانها فرض أكيد على العاملين في مجال الخدمة العامة خاصة الناشطين في المضمار السياسي والذين لن ينسى لهم التاريخ خذلانهم الوطن في يوم النداء.
اليوم ما عاد لمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة معنى او تبرير منطقي بعد ان تبين خيط الحقيقة من خيوط الوهم والتشكيك وبعد ان صدح فقهاء القانون بدستورية مرسوم الضرورة القاضي بتعديل آلية التصويت، وبعد ان تكشف للعالمين اهمية وفائدة هذا التعديل الذي يسهم في ترشيد العملية الانتخابية، وبعد ان تأكد للمواطنين ان الخلاف حول تقليص الاصوات لم يكن بسبب الخوف على الدستور بل الخوف من صناديق الاقتراع.

توصف السياسة بأنها فن الممكن وحسب هذا الوصف لا يجوز في مضمارها ممارسة المكابرة والعناد «هالمركب او لا اركب» ففي تاريخنا البرلماني نتذكر ان نواب «التجمع الوطني» الذين قاطعوا الانتخابات النيابية عام 1971 على اثر تزوير مجلس 1967، عادوا وشاركوا في انتخابات 1975 بعد ان ادركوا ان المقاطعة لم تكن سوى موقف عاطفي عديم الجدوى.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.